(( مفاهيم خاطئة : التغلب على المشكلات / المواجهة ))

 

بدأت القصة فى سن الثامنة عشر عندما كان يعمل نقاشا وذلك نظرا لظروفه فمنذ ان توفى والده تحمل هو مسئوليات الأسرة باعتباره الابن الأكبر ولكنه لم يستطع مواصلة المشوار فسرعان ما انهار وعجز عن مواجهة المشاكل بروح التفاؤل والتصميم.

وبدأ يفكر فى كيفية المواجهة بأسلوب آخر فلجأ إلى تعاطى الحشيش لعله يجد فيه حلا لمشاكله أو مجالا للهروب منها وكان طوال الوقت يعتقد انه هو العائل لأسرته ولكن الحقيقة المؤسفة انه أصبح عبئا على الأسرة بمطالبه الكثيرة فهو يطلب ويصرف أكثر مما يكسب وباستمرار الحال على هذا المنوال كثرت الاضطرابات داخل الأسرة وبدأ الانهيار والتفكك يحل بها وكثرت الضيقات التى تتعرض لها وليتها اقتصرت على الضائقة المالية فالكل يعانى منها والكل يشارك فى حلها

 فقد حدث فى أحدى المرات أن رجع هذا الأخ الأكبر إلى البيت مترنحا بعد تعاطى كمية كبيرة من الحشيش وكان الوقت متأخرا جدا و لما حاولت أخته مساعدته ما كان منه إلا المحاولة للاعتداء عليها جنسيا فانهارت أخته أمام غرابة الموقف و سارعت وهى مرتعدة الى أبلاغ أمها ودموعها تسبق كلامها و لكن المفاجأة الأكبر كانت عند الأم فقد صرحت بعد ذلك أن نفس هذه الصدمة أصابتها فقد قام بهذه المحاولة مع والدته نفسها ولكنها حفاظا على ترابط الأسرة و حرصا على صورته أمام اشقائه وشقيقاته لم تقم بإبلاغ أحد منهم و كانت تعتقد أن صورة الأخ الأكبر المثالية ينبغي أن تبقى رغم كل شئ ولكن الآن وبعد ما حدث مع أخته أصبح الأمر أكثر من طاقتها على التحمل و بالفعل أصيبت بحزن شديد وسيطر عليها الهم والشك وخيبة الأمل ثم أصابها الوهن والأمراض فأصبحت قعيدة الفراش لا تقوى على الحركة

أما هو فلم يتعظ مما حدث واستمر على حاله وأصبح كثير المشاكل ليس فقط بالنسبة للبيت و لكن مع الجيران وفى العمل حتى فقد عمله وساءت سمعته وسمعة الأسرة فأتجه إلى السرقة محاولا تعويض خسائره و رافضا أي مساعدة أو علاج فقد تمكن الحشيش من عقله فدمر ومن حواسه ففقدها.

 

عودة