سوء إستخدام العقاقير الطبيه

صديقنا هذه المرة كان طالبا بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق رغم انه كان يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما و تبدأ قصته منذ كان في المرحلة الثانوية و كان يريد أن يكون متفوقا بأي طريقة كانت فلجأ إلى مشورة أصدقائه ليعرف كيف يستذكرون وساقته أفكاره إلى أحد أعوان الشيطان ليدله على أحد أنواع الأقراص لتساعده على التركيز والسهر فبدأ في تعاطيها دون أن استشارة طبية أو حتى عائلية و أصبح مع الوقت لا يكتفي بقرص واحد وحتى عندما ضاعف الجرعة عدة مرات لم يعد يحصل على نفس الأثر فأرشده أصدقاء السوء إلي أنواع أخرى لتحقق له مطالبه فأضاف إلى ما يأخذه كل هذه الأنواع و عند انتهاء الفصل الدراسي حاول أن يتوقف عن استعمال الأقراص دون مساعدة ففشل فشلا ذريعا مما أدى إلى إحساسه بالإحباط فاتجه إلى التدخين لعله يجد فيه راحته .

أما أسرته فكانت ميسورة الحال ولكن كل منهم منغمس في عمله إلى أقصي درجة حتى أن المنزل أصبح بالنسبة لهم جميعا أشبه بالفندق لا يجدون فيه الفرصة حتى لتبادل التحية .

و التحق الابن بكلية الحقوق وكانت فرصته أوفر في التعرف على المدمنين فأنغمس معهم في هذه الدائر ة أكثر و أكثر دون أن تعلم الأسرة عنه شيئا و تشعب تعاطيه حتى أدمن الهروين عن طريق الحقن وبدأ يظهر إهماله في الدراسة في الرسوب المتكرر و عند سؤال أسرته عن سوء أحواله أجاب أنه مسئول عن نفسه و أنهم بالكاد يجدون وقتا لشقيقه الذي مازال صغيرا .

و عند وضع خطة علاجه كان لابد أن يدخل المستشفى لعلاج أعراض الانسحاب فظهر في تحاليله بالمستشفى أنه مصاب بفيروس سي ( C ) و أثناء متابعته ظهرت عليه أيضا أعراض الشلل الرعاش و أفاد الأطباء المتخصصون أنه يعانى من مرض نادر تظهر أعراضه نتيجة نقص مقاومة جسمه المنهك من المخدرات ، ثم تطور المرض بسرعة شديدة حتى أصبح طريح الفراش غير قادر على الحركة و كانت النهاية المأسوية بوفاته في خلال عامين فقط من اكتشاف المرض .

وكانت كلماته الأخيرة قبل الوفاة لأحبائه الذين لم يتخلوا عنه أن أصدقاء السوء الذين أوصلوه إلى هذا كانوا أول الذين تخلوا عنه و كان يلوم نفسه لأنه لم يرجع إلى طبيب أو قريب أو صديق ليأخذ منه النصيحة الصادقة في بداية رحلته       

عودة