إدمان الخمور

 

كان يعمل فى مجال تصنيع الأحذية ويبلغ عمره الآن 42 سنة وهو متزوج وله أربعة أولاد وكان والده يمتلك ورشة لتصنيع الأحذية ومعرضا للبيع بأحد المناطق التجارية الشعبية وسيارة ويحيا فى رغد من العيش.

بدأت القصة عندما كان فى سن التاسعة عشر ولكنها لم تكن ملفتة للنظر كثيراً فقد كان يتعاطى الخمور فى هذه السن ولكنها كما يقول لم تكن تسبب له مشكلة فقد كان يتعاطها مع أصدقائه فى المناسبات والأعياد وجلسات الفرفشة فقط ولكن هذا الأمر كان مقلقا لوالده فلما بلغ الابن سن الثالثة والعشرين نجح والده فى إقناعه بالزواج لعل ذلك يصلح من احواله ولكن الرياح لم تأتى بما تشتهى السفن فقد زاد فى تعاطى الخمور إلى حد الشراهة وبالتالي زاد الإهمال فى عمله وكنتيجة لذلك تراكمت عليه الديون فتفتق ذهنه عن فكرة خائبة وهى أن يحرر شيكات بدون رصيد لأصحاب الديون على أمل أن يعطى نفسه فرصة للفكاك منهم والزمن كفيل بحل ما يتبقى من المشاكل ولكن النتيجة كانت أسوأ فقد تم تعقبه امنيا بسبب هذه الشيكات وانتهى به المطاف إلى السجن ولما سمع والده بما حدث له لم يتحمل قلبه الضعيف هذه الصدمة فتوفى فى ذات اليوم.

قضى " س " فترة سجنه وسط أمال عريضة من الأسرة أن تكون هذه الصدمات المتوالية قد افاقته من غيبوبته ولكن العناد وصلابة الرأي و الغرور كانت قد سيطرت على تفكيره لاعتقاده أنه يمكن أن يتعاطى كميات صغيرة لا تؤثر على حياته فيتحمل مسئولياته و يستمتع بحياته و يضرب عصفورين بحجر واحد ولكنة أفاق من هذا الحلم على كابوس الحقيقة فقد زاد التعاطي أكثر من أي فترة سابقة و ازدادت الخلافات بينه وبين زوجته و اكتشف أنه تعدي على زوجته بالضرب مرات عديدة أما الإهانات فقد أصابت كل من حوله فترك البيت آملا أن تحل المشاكل نفسها بنفسها و لكن أصدقاء السوء كانوا في انتظاره فبدأ ببيع السيارة و أعقبها بالمعرض وانتهى الأمر ببيع ورشته ثم كل ما يملك ووصل به الحال إلى أن يستجدي الفرصة ليكون عاملا فى مصنع الأحذية وحتى هذه لم يستطع المحافظة عليها لاستمراره فى تعاطى الخمور .

أما حالته الصحية فقد ازدادت سوءا و أدت التهابات الكبد المزمنة إلى تليفه ولم يكتفى (س) بما حدث له ولكنه كان يتعاطى الخمر التي يصنعها بنفسه أو يصنعها له الآخرون وكانت النتيجة هذه المرة هي فقدانه البصر لأنه تعاطى خموراً مغشوشة مما أدى إلى عدم قدرته على العمل أو حتى الخروج من المنزل مما أضطر زوجته إلى الخروج للعمل ، أما أبنائه فقد تركوا التعليم و اتجهوا إلى العمل للحصول فقط على لقمة العيش وللصرف على العلاج المكلف لوالدهم المريض لتبدأ قصة علاجه على أنقاض أسرته .

 

  

عودة