يوحنا الجديد

قصة واقعية قصيرة

في قرية صغيرة، في أقصى أطرافها عاش صياد السمك يوحنا كان سكيراً، يبدد كل أمواله على الخمور، بينما كانت زوجته وأطفاله يعيشون في حالة ضنك وبؤس شديد. كانت زوجته تبذل كل جهدها لتعمل في بعض المنازل لكي تنفق على الأسرة، و بالكاد تجد القوت اليومي الضروري جدا.

عبثا حاولت الزوجة وأيضا الأحباء أن يثنوا يوحنا عن السكر، فقد ملكت علية هذة العادة،غير مبال بصحته ولا باحتياجات أسرته.

تعرف علية مؤمن صار يحدثه عن حب الله الفائق له، وعن الثمن الذي دفعة السيد المسيح لأجل خلاصة ومجدة. استطاع المؤمن بهدوء أن يسحب قلب يوحنا إلى السماويات، ليجد فيه شبعه وفرحة وسلامة الداخلي. أم يعد يعانى من الفراغ الداخلي، ولا الشعور بالعزلة وغير ذلك من المشاعر التي كانت تدفعه إلى السكر كهروب مما يعانى منة في داخلة.

ترك يوحنا شرب الخمر، وبدا يعمل بجدية في صيد السمك، مقدما ما يقتنيه لأسرته وأخوته المحاجين. لم تعد أسرته تحتاج إلى شيء، بل كان يفضل عنها الكثير، ففتح الكل قلوبهم قبل أبواب بيتهم للمحتاجين كما للنفوس المحطمة. جاءته زوجته يوما تسأله عن إمكانية تغير مكان المسكن، إذ كانت تشعر بان بيتها غير مناسب لتربية أطفالها. بمحبة قال لها "لدينا الكثير ببركة الرب، فلنبحث عن مكان لائق بأطفالنا"
التقى يوحنا بمالك منزل وطلب منة أن يؤجر منزلة، فدار بينهم الحوار التالى:
- في صراحة كاملة، لا أستطيع أن اؤجر لك منزلي
!
- لماذا؟
- لاضمن انك تحافظ على منزلي، وان تدفع الإيجار الشهري.
- لماذا حكمت على هكذا هل تعرفني؟

- أعرفك .جيداً!
- هل سبق أن تعاملت معي؟

- لم أتعامل معك لكنني أعرفك فأنت تصرف كل أموالك على الخمور.

عندئذ مد يوحنا يده إلى جيبه، واخرج حفنة عملات ذهبية، وهو يقول " لست سكيرا! بركة الرب تملا كل حياتي وبيتي، واست انفق شيئا على الخمر، ولن اسمح لها بنعمة ألهى أن تدخل فمي !"دهش مالك المنزل وهو يتطلع إلى العملات الذهبية، إما يوحنا فقال له:
"أن يوحنا هذا الذي تتحدث عنة قد مات !
لقد قام يوحنا الجديد مع المسيح الحي واهب القيامة. لقد تعجبت لأنك رأيت العملات الذهبية، لكن لو دخلت إلى أعماقي تجد عجبا! في داخلي ملكوت الله الذي لا يقدر بثمن أنا خليقة جديدة في يسوع المسيح مخلصى وهبني روحة القدوس يعمل في أعماقي وجعل من حضن أبية موضع استقرار لنفسي هوذا كل شيء صار جديدا في حياتي

فرح به مالك المنزل وقدم له مفاتيح بيته بلا شروط، وهو يقول له: أنى أحسب نفسي سعيدا أن تسكن في بيتي يا يوحنا الجديد!"

 لتشرق بنورك في أعماقي، فتلتهب بحب السماويات. لا يعود العالم يسكرني بملذاته ولابضيقاته
 انتزعني من سكري بالعالم، فأدرك أسرار حبك.
 بروحك الناري جدد أعماقي،هب لي قلبا جديدا وفكرا جديدا. هب لي اسما جديدا ومسكنا جديدا.
 لتمت كل أعمال إنساني القديم، وليحيا في الإنسا
ن الجديد.

المصدر: كتاب قصص رمزية قصيرة ( القمص تادرس يعقوب ملطى )

الجزء الأول قصة رقم 144

 

 

عودة