أوهام وخبرات من فم المدمنين

قبل وأثناء التورط وبعض الصفات المكتسبة نتيجة هذة الخبرة وطرق الوقاية والعلاج

  إعداد دكتورة / سلوى سامي

خبرة الإدمان من حيث أوهام قبل وأثناء التورط :

أولاً : أوهام ما قبل البداية
ثانياً : تحسب الورطة والتمادي
ثالثاً: الأفاقة بعد الوحل
رابعا: الوقاية والعلاج

بعض النقاط وكيفية التعامل معها للوقاية والعلاج :

أولا: حب الاستطلاع والتجربة
ثانيا: الاستهتار
ثالثا: عدم الاستحياء
رابعا : الشلة الفاسدة

خبرة الإدمان من حيث أوهام قبل وأثناء التورط :

 

أصبح الإدمان لغة عامة يعلن عن ثمة مشكلة تواجه الإنسان المعاصر فتجعله يلجأ إلى الأستعانة العشوائية بكيماويات ومواد تحقق له ما لم يستطع أن يحققه فى الواقع وهو فى تمام يقظته وتساعده على الهرب من واقع لم يستطع تحمله، ولذلك:

سوف نسرد بعض الأوهام والخبرات من فم المدمنين سعيا لأن نصل لطرق للوقاية والعلاج ومنع الانتكاسة وسوف نحدد بعض الملامح الخاصة التي يجب أن توضع فى الإعتبار أثناء العلاج.

أولاً : أوهام ما قبل البداية:

  أنا لست مثل غيرى ، أنا قادر أن أذوق ثم أفكر ، ثم أقرر.
  أنا أعرف قوة إرادتي وهى ستحميني ، هم ضعاف أما أنا...
  أنا لست أقل ممن جربوها وتوقفوا.
  أنا أريد أن أعرف بنفسي وما المانع أن أذوق ، أنا قدها ونص
  " لا يقع إلا الشاطر" ، تحذير فى محله ، سوف أثبت عكسه ، أنا شاطر ولن أقع .

ثانياً : تحسب الورطة والتمادى:

  الحكاية تستاهل ، حجرب مرة أخرى للتاكد.
  أنا مش راغب ولكن لا مانع من تكرارها لعل فى الإعاد أفاده أو مفاجأة أخرى .
  ليست هذه المرة مثل السابقة الإختلاف يثيرنى والنتيجة آمنة حتى الآن.
  فى المسألة سر آخر أريد أن استكشفه، أنى أحصل على شعور غريب أريده .
  أصبحت أتعاطى بدون تفكير طالما عندى إمكانية الحصول على الثمن.
  لابد أن أخذ ما أخذه لعمل الدماغ حتى لو لم يكن عندى إمكانية ذلك .
  ليست الظروف مواتية ولا الأمكانيات سوف أجد حلاً... أذهب إلى أصدقاء الدماغ، ما جميلى     عليهم ياما أعطيت لهم ماكانش معاهم أحنا أصدقاء همنا على بعض اللى معاه يسد وقت الحاجة.
  ليست هذه سرقة ، هذا حقى سوف ارجع ما أخذه لأصحابه حين أستطيع.
  لا أحد يفهمنى سوف استغنى عنهم.

ثالثاً: الأفاقة بعد الوحل:

  يا خبر! أين أنا الأن ؟
  كيف وصلت ٍإلى هذا ؟
  سوف أتوقف الآن ، لا بعد غد.
  الأمر يحتاج لأراده من حديد وأنا أملكها.
  أتوقف عن ماذا ، أنا لست مدمنا أنا لست مثلهم.
  لا ده أنا مثلهم فى القاع ، تعبان ، الثمن غالى أريد أن أكف لأ كان غيرى أشطر وسوف أحاول وحدى سرا.
  توقفت يوما أو يومين ولم أحتمل ، سأخذ جرعه أقل ، ياه التوقف سهل . توقفت يوما كاملا ، دى عملية بسيطة وإرادتي قوية.
  مادام الأمر كذلك سأخذ ، ثم أتوقف فيما بعد .
  لن أخذ هذه المرة ولكن أنا عارف ان المرة تجر مرة ولكن سوف أخذ لأثبت أن مايزعمونه غلط.
  أنا أضحك على نفسى المسألة لا تسير مثل ما أنا أزعم ولكن ستفرج إن شاء الله، سوف يفرجها ربنا ولكن كيف وأنا علاقتي بيه ضعيفة جدا، فى مسافة طويلة قد تصل إلى سنوات عديدة فى البعد عنه، ولكن على الرغم من ذلك أنا أشعر أنى قريب رغم كل أخطائى لأنه كان ممكن أكون دلوقتى مرمى فى السجن أو مستشفى أو مع الموت مثل بعض زملائى لكن هو نجاني.
  أنا لا أريد أن أعترف أننى مستمر مع سبق الإصرار والترصد.
  أننى أصدق الآن أنى لا أستطيع أن أتوقف لوحدى مزقت نفسى، مزقت أهلى، أسرتى، أخوتى، دمرت أقرب الناس لى ودمرت نفسي.

- هل من مساعد ؟

ولذلك يوضع فى الإعتبار النقاط الآتية لتحفيزه للعلاج:

أن يعرف المدمن أننا نعرفه ونعرف ما يمر به أو على الأقل نجتهد لنعرفه.
أن يعرف المدمن بأن غيره يمر بنفس ما يمر به، فذلك يقلل من أحساسه بأن ما به لا يمر به أحد وأن الآلام التى يعانى منها لا يعانيها أحد مثله وأن من المستحيل أن يتحمل هذا الطريق الطويل وسيظل وحيدا.
أن يشعر المدمن أن تجربة التوقف مرحلة مثل مرحلة التعاطي وأن الطريق ممهد ولا توجد طرق توصل أناسا لم يمشوا عليها أصلا.
أن نفتح باباً للحوار معهم يعبرون فيه عن مشاعرهم.

رابعا: الوقاية والعلاج:

- لابد أن نفرق فى البداية بين مستويات الذين نوجه لهم النصائح.
- أن نسمح بالنصائح بشكل غير مباشر وبحسب الفئات المستهدفة فى شكل إضافة معلومات وليس مجرد الترهيب أو الترغيب.
- أما بالنسبة للمدمن فقد تصل إلى حد الإلحاح خاصة من الأهل المحيطين به على غرار تكرار النصائح.
- ينبغى أن نفرق بين النصيحة والإنارة والتوعية والتعليمات :

                النصيحة: تأتى عادة من فوق من بعيد.

               الإنارة: مساعدة للتعرف على حجم المصيبة.

               التوعية: شرح أبعاد الموقف.

               التعليمات: تنظيم سلوكى يسمح بالتعديل.

- لكى تؤثر النصيحة لابد أن يعد المدمن بطريقة علاجية سليمة لطلبها وأن يكون جاهزا أن يسمعها هى لا أن يسمع ما يتخيله عنها وأن يمكن متابعة أثارها فورا أو فى أقرب فرصة.
- عند اليأس " المؤقت " لابد من ترك النصح جانبا لتظهر نتائج التمادى، ثم قد يستفاد منها.

سوف نسرد بعض النقاط وكيفية التعامل معها للوقاية والعلاج:

أولا: حب الإستطلاع والتجربة:

على المدمن أن يعرف أن لكل فعل أوتجربة مخاطرها، ليس ذلك للهروب من التجارب أو تجنب مواقع الخطر ولكن من الحكمة ألا يعرض الفرد نفسه إلى الدخول فى تجربة لا يحتمل ما ينتج عنها وأيضا يجب أن يحسب جيدا المسئولية فأنه إذا لم يأخذ حذره فسوف يلقى مالا يحب.

وما هى المسؤلية الآن وأنا قد أصبحت مدمنا؟... أن أتحمل مسؤلية علاجى .

ثانيا: الإستهتار:

الأمر فى موضوع الإدمان عجيب جدا فمن ناحية لا ينفع التخويف المبالغ فيه طوال الوقت وأيضا فى نفس الوقت التهوين يشجع بعض الضعاف أن يجربوا تحت شعار أنهم قادرون على التوقف فى أي وقت فهم يستهترون بما يسمعون من نصائح ويستهترون أثناء العلاج بتعليمات الطبيب ويستهترون بعد السير فى العلاج مشواراً طويلا وقد يتوقف المدمن فترة ثم يرجع مرة أخرى "الأنتكاسة " ونلاحظ هنا أنها مراحل استهتار وذلك لسوء الحسابات والغلو فى تقدير الذات.

علينا أن نفهم أن كل الحسابات التى يقلل فيها المدمن من قدرات الاخرين وأيضا يقلل فيها من المضعافات التى تحدث له ولأسرته هى نوع من الأستهتارالمهلك.

لا بد أن يأخذ المدمن الموضوع بجدية لا بغم أو معاناه أو مبالغة وأيضا لا يستهتر بعواقب عدم تنفيذ التعليمات فالمسألة محسوبة عمليا وعلميا.

ثالثا: عدم الأستحياء :

الحياء أرقى الأخلاق الإنسانية، هناك فرق بين الحياء والخجل، الخجل مصاحب بشعور الذنب، ولكن الحياء هو أن يضع الشخص فى الاعتبار مشاعر الآخرين، فنجد الشخص المدمن فى بادئ الأمر يستحى أن يفعل أو يخوض تجربة التعاطى ثم تبدأ تتضاءل قليلا ... قليلا... ثم يتعود الإستهانة بشعور الآخرين وذلك إما بفعل المخدر وتغيبه عن الوعى أو البلادة التى يكتسبها من التمادى فى التعاطي ويتدرج الأمر حتى يصل إلى السرقة أو القتل أو السلوكيات المنحرفة ولا يهمه رأى الناس المحيطة به ... المهم إرضاء الشهوة التى لا تشبع.

فى الوقاية والعلاج:

على المتطوع أو المعالج أن يحيى فى المدمن الحساسية الرقيقة تجاة ربنا ونذكره أنه طالما الله خلقنى إنسانا فأنا أهل للحب والإحترام على الأقل

لأننا هياكل الله وروح الله ساكن فينا فحتى أن أخطأت وتورطت فلابد أن أستعيد حقى فى أن أكون إنسانا وأيضا نثير فيه الإسترجاع من ذكرياته الجميلة مع نفسه ومع أسرته أو إخوته.

رابعا : الشله الفاسدة:

وترتبط مشكلة الإدمان دائما بالصاحب السيئ والشله الفاسدة ولذلك لابد بصراحة أن ننصح الشباب بأن يحسبوا مسألة الصداقة بالمكسب والخسارة بمعنى أن نكسب من الصديق فضيلة مثل.. الحب - التعاون - العشرة النظيفة - عشرة مع ربنا لأنه أن إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمى فأنا أكون فى وسطهم وهذا هو أكبر مكسب لنا فى الدنيا.

أما إذا كانت المسألة هروب من المجتمع، لذة قصيرة، تنمية خيالات مريضة فهى خسارة.

فى الوقاية والعلاج:

أن حساب المكسب والخسارة هو أذكى الطرق التى تساعد فى العلاج فالمدمن مثلا لا يوقف الصداقة الخطرة أو اللذة المهلكة إلا إذا حسبها وجد أن هناك صداقة نظيفة أو بديلة وغير ممله وليست أستغلاليه فيها حب. فإذا لم يوجد البديل أى لا تغير فى الأصدقاء ... فعلى المتطوع أن يقوم بذلك .

 

 

 عودة