فهم أثر ثقافة المخدرات
يفضل الإنسان قيمة عن أخرى فى بدائل الأفكار، الأفعال، المواقف، بناءً على :
أ- نتيجة التفاعل بين:
1- ظروفه الاقتصادية ( الثروة - المهنة - الدخل ).
2- ظروفه الأسرية ( علاقاتها - وظائفها - موقعه منها )
3- ظروفه النفسية ( الإنجازات - الإحباطات - الطموحات - التطلعات )


ب- تبدأ دراسات جدوى ( داخل العقل ) عبر معلومات الشخص ومعارفه وقيمه واتجاهاته تنتهي باختيار معين ( حلال أم حرام ، مفيد أم ضار)


ج- فى المواقف التى يصعب عليه حل التعارض بين هذه الاختيارات يلجأ إلى المؤثرات الخارجية مثل القيم الشائعة أو تأثير أحد أفراد الأسرة أو .... ، بصرف النظر عن الجدوى المباشرة التى يدركها الشخص لنفسه.

د- انتشار مجموعة من المعايير والقيم ( الخاطئة ) فى ثقافة المخدرات والثقافة العامة تدفع فى اتجاه قبول التعامل مع المخدرات مثل :
1- لا يوجد نص ديني مباشر لتحريم المخدرات.
2- رغم الردع القانوني للتجارة والتعاطى ولكن البعض ينجح فى الإفلات من العقوبة.
3- صورة التاجر والمتعاطي تبدو جذابة على الأقل للتجربة.
4- تعاطى المخدرات قد يكون مفيدًا فى بعض الأوقات.
5- المخدرات فى بعض الأحيان تكون وسيلة لتحقيق أهداف أو رغبات لا يستطيع الشخص أن يحققها فى الظروف العادية أو فى الواقع عمومًا.
6- التعامل مع المخدرات قد يكون وسيلة لتحقيق حلاً للصراع الداخلي ( نفسي، مادي، اجتماعي )
هـ- ثقافة المخدرات لا تعيش ولا تستمر إلا إذا وجدت ظروفًا اجتماعية ومادية وثقافية تساعد على ذلك مثل:
1- أسلوب التلقين أو القهر أو التدليل الزائد يحول دون اكتساب المهارات اللازمة لتقوية إرادة مقاومة المخدرات.
2- انتشار مفهوم خاطئ بأن العلاقة الوحيدة بين الرجل والمرأة هى العلاقة الجنسية، قد يرغب البعض فى الظهور بصورة التفوق فى الكفاءة الجنسية ( فى ظل مفهوم آخر خاطئ يدعى أن المخدرات تقوى القدرة الجنسية )
3- انتشار التفكير الخرافي والتواكل يشجع على عدم التفكير فى الأسباب أو النتائج اكتفاءً بأن هذا هو النصيب أو المقسوم.

كيف نصنع ثقافة مضادة لثقافة المخدرات ؟

لننجح فى صناعة ثقافة مضادة، ينبغى أولاً أن نعرف خصائص هذه الثقافة المطلوبة ثم كيف ننشرها ونجذب الناس إلى التفكير فيها والاقتناع بها ومن ثم يتولون هم ترويجها والعمل على استمرارها وتجديدها.

1- خصائصها:
أ- تعتمد على الحقائق العلمية بأسلوب مبسط.
ب- لا تستخدم التهويل أو التضخيم كوسيلة للإقناع.
ج- تقدم اختيارات متنوعة تنمى المقارنات وتطرح البدائل القابلة للتطبيق من خلال الممارسات والخبرات ( أنشطة مختلفة: اقتصادية، سياسية، ثقافية، رياضية،...).
د- تبنى على الصدق والصراحة حتى يمكن سد الثغرات التى يستند إليها المتعاملون مع المخدرات حتى يمكن خفض عرض المخدرات وتطوير قوانين مكافحة المخدرات وأسلوب علاج المدمنين.
هـ- تهتم بتطوير أساليب التنشئة والتربية لتكوين جيل قادر على التمييز بين القيم الحقيقية والمزيفة.
و- ينبغى أن تراعى خصائص البيئة المحلية.


2- يجب نشر هذه الثقافة من خلال جميع المنافذ المتاحة ( وليس فقط من خلال الإعلام ) مثل المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية والنقابات والأحزاب والتجمعات الدينية والأفراد المتطوعين.
3- يتطلب انتشارها واقتناع الناس بها أن يكون لدى الجميع إستعداد للعمل الجماعي فالمواجهة ثقافيًا وتخطيطًا وتنفيذيًا لابد أن تكون فعلاً جماعيًا أكثر عمقا وفهما لتصل إلى عقول الناس ومشاعرهم وقلوبهم ووجدانهم.

 

 

 

عودة