مقدمة
تُعَّرف الثقافة فى أبسط صورها بأنها نتاج تفاعل الناس مع العوامل الخارجية المحيطة بهم سواء كانوا بشرًا أو طبيعة أو ما وراء ذلك.
وتُعَّرف الثقافة أيضًا بأنها منتج اجتماعي لحصاد تفاعلات بيئية وبشرية متنوعة تميز جماعة من الجماعات، تيسر تفاعلاتها وتسهل بناء الخبرات المختلفة بين أعضائها لإشباع حاجاتهم وتحقيق منافع خاصة بهم.
وتتفاعل الثقافة مع ظروف المجتمع البيئية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتؤدى إلى تواصل هذه الجماعة فى الزمان والمكان.
وتعتبر الثقافة هى المرآة التى تبين محصلة البناء الاجتماعي وتميز فلسفات وأساليب جماعة ما فى الاختيار والتصرف والتعبير فى مواقف الحياة اليومية.
ولكل مجتمع ثقافته التى تميزه عن غيره، ويطلق لفظ الثقافة العامة على الثقافة التى تشيع فى المجتمع بأكمله باختلاف طبقاته وفئاته.
أما لفظ الثقافة النوعية فيطلق على الثقافة التى تميز جماعة من الجماعات داخل المجتمع ولذلك نجد داخل كل مجتمع ثقافات نوعية متعددة حسب تنوع قطاعات المجتمع جغرافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا.

                          مكوناتها
كأى ثقافة عامة أو نوعية لها ثلاثة مكونات هى:
1- مكونات معرفية، أى المعلومات التى يتداولها الناس حولها بغض النظر عن صحتها أو خطئها، مطابقتها للعلم أو عدم ذلك.
2- مكونات قيمية، أى مجموعة القيم والمعايير التى تحاول هذه المجموعة نشرها بين الناس حتى تتكون لديهم الرغبة فى تفضيل استخدام المخدرات.
3- مكونات تعبيرية، وكما نعرف وسائل التعبير هى اللغة، الرمز، الحركة، والفعل الإنساني وهذه الوسائل هى التى يعبر بها الإنسان عن نفسه وعن كل ما يخصه أو عن الآخرين وما يخصهم.

 

                       أهمية دراستها
1- ترجع أهمية دراسة ثقافة المخدرات إلى أنه يمكن بواسطتها تفسير تصرفات الشخص ( تحت نفس الظروف التى يتعرض لها الآخرون ) بأنها تفضيل ( قبل أن يتحول إلى سلوك ) أى أن ثقافة الشخص بمكوناتها ( المعرفية والقيمية والتعبيرية كما سنعرف فيما بعد ) تحدد اختياراته فى المواقف المعينة فواحد يقبل الاتجار بالمخدرات وثان يقبل تعاطيها وثالث يرفض كل هذا.
2- إذا تعرفنا على مكونات ثقافة المخدرات وفهمناها جيدًا يمكن أن نصنع ثقافة أخرى مضادة للمخدرات.
                   دراسة ثقافة المخدرات
ولتسهيل دراسة ثقافة المخدرات نقسم الموضوع إلى عدة عناصر هى، التاريخ الاجتماعي لثقافة المخدرات أو كيفية نشأتها، ثم مكونات هذه الثقافة، ثم فهم أثر هذه الثقافة لنصل إلى كيفية تكوين ثقافة مضادة لها.
                     

 

 

 

عودة