ماذا تفعل
                المخدرات بالإنســــان ؟
 

إذا تعمق الإنسان في إجابة هذا السؤال فإنه يغوص في بحر عميق من المخاطر، ويصطدم بأنواع وأنواع من الأضرار التي تصيب كل من يسقط في فخ المخدرات، فهناك الأضرار الروحية وهناك الصحية والاجتماعية والإنسانية والمادية، وغير ذلك من الأضرار .
ولكننا هنا نركز على الأضرار المباشرة التي تصيب الإنسان، ونحاول الآن أن ندرس بعضها بطريقة جديدة تميل إلى الاتجاه العملي التطبيقي، وقد تبعد قليلاً عن تفاصيل المجال العملي الدقيق..
يمكن أن نقسم أضرار المخدرات إلى أربع مجموعات الغرض منها تبسيط عرضها وسرعة الإلمام بها :

1- أضرار عامة
2- أضرار ناتجة عن طريقة التعاطي.
3- أضرار مرتبطة بنوع المادة المخدرة.
4- أضرار ناتجة عن المواد المضافة أو الشوائب الموجودة بالمادة المتعاطاة.

1. الأضرار العامة
تشكل هذه المجموعة الأضرار المشتركة، التي غالبًا ما تحدث نتيجة التعاطي في حد ذاته بصرف النظر عن نوع المادة المخدرة، وهى نتيجة متوقعة في حالة تعاطى أي مخدر لفترات طويلة نسبيًا.
وأهم هذه الأضرار هو فقدان الشهية، وهذا بدوره يؤدى إلى سوء التغذية وأمراضها ويمكن معرفة ذلك بسهولة من خلال ملاحظة نقصان وزن المريض عن المعدلات الطبيعية وبصفة مستمرة.
ومن هذه الأضرار أيضًا تأثر الكبد نتيجة تنشيط أنزيماته، مما يؤثر على الكبد سلبًا فيؤدى إلى إرهاقه وهذا يؤدى ضمنيًا إلى التداخل في فاعلية معظم الأدوية التي تؤخذ في نفس الفترة إما بزيادة أو بنقص مفعولها نتيجة الزيادة الشديدة في نشاط إنزيمات الكبد.

2. الأضرار الناتجة عن طريقة التعاطي
وهذه المجموعة من الأضرار ترتبط ارتباطًا مباشرًا بطريقة التعاطي نفسها أكثر من ارتباطها بنوع المادة المتعاطاة.
ومن المعروف أن طرق التعاطي المنتشرة الآن هي الحقن في الوريد أو العضل والاستنشاق والتدخين والبلع، بالإضافة إلى طريقتين أخريين غير منتشرتين وهما طريقة لصق المادة المخدرة ( الطابع ) على الجلد بعد تشريطه لتمتص عن طريق الأوردة الصغيرة وبذلك تعتبر كأنها حقن في الوريد أيضًا، والطريقة الأخرى غير المنتشرة أيضًا هي اللبوس الشرجي وهى نادرة في مصر.
أ. الحقن في الوريد أو العضل :
وهذه الطريقة هي أكثر الطرق انتشارًا في هذه الأيام وأهم أضرار هذه الطريقة هي :
+ إصابة الشرايين أثناء الحقن لأن المفروض أن يتم الحقن في الوريد فإذا تم الحقن في الشريان يحدث نزيف شديد منه يصعب إيقافه نتيجة زيادة ضغط الدم في الشريان عنه في الوريد، وقد ينتج عن الحقن أيضًا تهتك في جدار الشريان وفى بعض الحالات قد يؤدى الحقن في الشريان إلى بتر الجزء الطرفي لمكان الحقن نتيجة عدم قدرة الشرايين الدقيقة والشعيرات الدموية على التعامل مع المادة المحقونة.

+ انسداد الأوردة نتيجة تكون الجلطات بها، وهذا يحدث كثيرًا نتيجة اختلاف درجة حامضية المادة المحقونة عن حامضية الدم أو نتيجة تهتك جدران الأوردة لكثرة الحقن بها.
+ الالتهابات المتكررة وتكون الخراريج في أماكن الحقن وبخاصة مواقع الأوردة بظهر الكفين وباطن الساعدين.
+ الحساسية نتيجة الحقن الوريدي لبعض المواد التي لا يمكن للجسم التعامل معها
+ الصدمة المفاجئة والتي تنتج عن التفاعل الشديد للجسم مع المادة المحقونة وريديًا مما يتسبب في الاتساع المفاجئ للأوعية الدموية، مؤديًا إلى انخفاض شديد في ضغط الدم قد يؤدى إلى الوفاة.
+ تسمم الدم نتيجة تكاثر الميكروبات التي وصلت إلى الدم عن طريق الحقن الوريدي.
+ التهاب بطانة القلب إذا نجحت الميكروبات التي دخلت إلي الدم في الوصول إلي بطانة القلب وعضلاته.
+انتقال بعض الأمراض من شخص لآخر نتيجة المشاركة في الإبرة أو المحقن وأهم هذه الأمراض هو الالتهاب الكبدي الفيروسي وأيضًا مرض نقص المناعة المكتسبة ( الإيدز).
+الوفاة نتيجة حقن كمية كبيرة من المادة المخدرة.
وأهم الأسباب التي تؤدى إلي الأضرار السابق ذكرها يمكن تلخيصها في الآتى :
- استعمال إبر ملوثة أو غير معقمة أو مستعملة سابقًا.
- عدم تعقيم أو تنظيف مكان الحقن.
- عدم خبرة أو ارتباك من يقوم بعملية الحقن، سواء كان الشخص نفسه أو غيره وخاصة إذا كان في فترة أعراض الانسحاب أو تحت التأثير الشديد للمادة المخدرة.

- حقن مادة غير قابلة للحقن نتيجة عدم قابليتها للذوبان أصلاً، أو احتياجها إلي وسط حمضي للذوبان أو لتأثيرها المباشر علي الدورة الدموية أو عضلة القلب، أو تلوث هذه المادة أو عدم ملائمة شكلها الصيدلي للحقن.
ب0استنشاق المساحيق أو تشفيط المذيبات الطيارة :
كانت هذه الطريقة قاصرة علي نوعيات محددة من المواد المخدرة، ولكنها استحدثت الآن في مواد أخرى كثيرة مثل معظم الأقراص حيث يتم طحنها بشدة ويتم استنشاقها لتصل بسرعة أكثر وتركيز أكبر إلى الدم ومن ثم إلي المخ وحتى الحشائش مثل البانجو يتم تجفيفها جيدًا ثم طحنها واستنشاقها أيضًا أما بالنسبة للمذيبات الطيارة فقد تعددت أنواعها مثل الكُلَّة والأسيتون والبنزين والغراء وما شابه ذلك.
وأهم الأضرار التي تنتج عن هذه الطريقة من طرق التعاطي هي :
+ ثقب الحاجز الأنفي وما ينتج عنه من مشاكل في الأنف.
+ دخول مواد غريبة إلي الرئتين وما تسببه من حساسية وسعال والتهابات في القصبة الهوائية والرئتين.
+ إذابة أنسجة الرئة وما يؤدى إليه ذلك من أمراض.
ج. التدخين:
من أشهر المواد التي يتم تدخينها التبغ والحشيش والبانجو والماريجوانا، وأيًا كانت طريقة التدخين سواء السيجارة المعتادة أو السيجارة المحشوة أو السيجار أو البايب والغليون والتي يتم فيها حرق التبغ وما معه مباشرة يتم دخول الدخان الناتج إلى الجهاز التنفسي أو إذا تم الحرق على الفحم كما في استعمال النرجيلة أو الشيشة أو الجوزة ثم دخول الدخان الناتج عن الحرق عبر الماء الموجود داخل هذا الإناء إلي خرطوم ( ليّ ) طويل ومنه إلى مبسم ثم إلي فم المدخن ينتهي المسار إلى جهازه التنفسي أيضًا ومن الطريف أنه ظهرت أنواع مختلفة وغريبة في المواد التي يتم تدخينها مثل أوراق الأشجار وأشهرها الكافور والحشرات وأشهرها النمل والصراصير، وهكذا تظهر كل يوم غرائب في التدخين.

وأهم الأضرار التي تحدث نتيجة التدخين هي :
+ السعال المزمن نتيجة مرور الدخان الساخن في الجهاز التنفسي أو الحساسية التي يسببها.
+ التهابات الحلق والحنجرة والبلعوم ثم أي جزء من القناة التنفسية.
+ ضيق بالممرات الهوائية نتيجة الحساسية المزمنة للدخان أو الالتهابات المتكررة.
+ تسمم الأنسجة الرئوية نتيجة دخول مواد غريبة إلي داخل الرئتين.
+ إضعاف جهاز المناعة وذلك نتيجة تأثر ونقص أحد أنواع كرات الدم البيضاء في الرئتين.
+أمراض اللثة والأسنان.
د.البلع :
كان البلع قاصرًا في القديم علي الخمور ثم انضم له بعد ذلك الأفيون الخام ثم اتسعت القائمة لتشمل أنواعًا مختلفة من العقاقير الطبية في شكل أقراص أو أشربة أو حتى لبوسات شرجية تذاب في أكواب الشاي، وهكذا تدخل إلي المعدة كيماويات مختلفة وبكميات غير طبيعية مما يؤثر على كفاءة المعدة هذا بالإضافة إلي التفاعلات المختلفة بين الأنواع المتعاطاة.

 

 

 

 

عودة