العنف يغتال براءة الأسرة المصرية
 

بوجهة القبيح ورائحته الكريهة أطل العنف على الأسرة المصرية التى كانت مضرب الأمثال فى الأستقرار ولم الشمل برغم معاناة هذا الطرف أو ذاك .
جرائم قتل غير عادية تلك التى نسمع عنها هذة الأيام والتى تشيب لها الرؤس وتقشعر لها الأبدان ,وتؤكد وجود شئ غير طبيعى يحدث داخل الأسرة وفى المجتمع بشكل عام ,ويدق ناقوس الخطر فقد كنا نصاب بصدمة عندما كنا نقرأ عن جرائم بشعة ترتكبها زوجة فى حق زوجها وابو اولادها على فترات متباعدة اما الأن فقد ذادت هذة النوعية من الجرائم و وكادت صفحات الحوادث لا تخلو منها .
الشهر الماضى وقعت فى الأسكندرية جريمة بشعة ارتكبها الأبن الذى انهال طعنا على والديه ومثل بجثتيهما عندما نصحاه بالتخلى عن الأدمان والسرقة فقرر التخلص منهما حيث غافل والده وانهال عليه طعنا بالسكين حتى فارق الحياة ثم اتجه لوالدته ولم يلتفت لتوسلاتها وسدد اليها الطعنات ثم قام بسحب جسدها الى الحمام وفصل رأسها وقدميها عن جسدها وقام بشق بطنها وأخرج احشاءها ,ولم تسلم شقيقته من اجرامه فانهال عليها هى الأخرى طعنا ليتركها على أعتاب الموت !
ومنذ ايام وقعت جريمة اخرى لا تقل بشاعة عندما تحول الزوج الى وحش كاسر لم يتحمل عتاب زوجتة له,واشتدت المناقشة بينهما وارتفعت حرارتها وتطاولا الألفاظ النابية وتطاولت عليه زوجتة فصفعته على وجهه فثارت ثورة الزوج وأسرع الى المطبخ وأحضر السكين وطارد زوجتة داخل الشقة وطعنها عدة طعنات احداها فى بطنها فخرج جزأ من احشائها فور سقوطها على الأرض والدماء غطت ارضية المكان ,بعد لحظات من الذهول أفاق المتهم من صدمته وفكر فى كيفية التخلص من الجثة,وامسك بالسكين وشطر جسد زوجتة وأحضر أكياس كبيرة من البلاستيك وقام بتجريدها من ملابسها ووضع أجزاء جسدها داخل أكياس الجزأ العلوى فى كيس والجزأ السفلى فى كيس آخر والملابس الملوثة بالدماء فى كيس ثالث ووفى الثانيه والنصف من صباح اليوم التالى حمل الأكياس داخل سيارة والدته على مرحلتين وقاد سيارته حتى منطقة العبور ووسط بعض الكثبان الرملية ألقى بأحد الأكياس وسار بالسيارة حتى وجد (ترنش مياه) وألقى فيه بالكيسين الباقيين .
كل هذا حدث ولم يكن قد مضى على زواجهما الأ نحو 100 يوم!
وتكررت نفس الجريمة بالأمس القريب ولكن بسناريو مختلف فالزوجة هذه المرة هى القاتلة والزوج المجنى عليه.
ويشير الدكتور عيد أحمد الغفلول(أستاذ القانون العام بكلية الحقوق جامعة بنها):ان العنف ناتج عن خلل فى العلاقات الأجتماعية, وخلل فى سلم القيم الدينية والعادات والتقاليد التى توارثناها,ومن الناحية القانونية أى سلوك معيب مخالف للقانون ويتم تجريمه بصرف النظر عن الظروف المحيطة به,والقاضى يطبق القانون ويأخذ فى الحسبان ظروف الجريمة مثل هل كانت دفاعا عن النفس؟ وهل وقع قهر على المتهم أى الاسباب التى دفعت للقتل
ومن الضرورى بحث اسباب الخلل الذى ادى الى ظاهرة العنف فى مجتمعنا وفى تصورى انها ناتجة عن تراجع قبمة التسامح وهى قيمة دينية يؤكد عليها الاسلام كما تؤكد عليها الديانات الاخرى , ومن ناحية اخرى العنف راجع الى ثقافة عدم الاحترام التى سادت فى المجتمع , نوع من الاستبداد الاجتماعى , فالسيدة التى تقتل زوجها تقبل على هذا السلوك نتيجة لتدنى وضعيتها فى المجتمع , ورد فعل للممارسات العدوانية التى يمارسها عليها زوجها او شقيقها او الرجل عموما وهى عادات وتقاليد نشأت مخالفة للدين الاسلامى وهذه العادات تجعل من المجتمع "مجتمع الرجل" او "المجتمع الذكورى"ويضع المراة فى وضعية متدنيةتحاول ان تثأرلنفسها فتقتل زوجها او والدها او شقيقها . اما قتل الزوج لزوجته فليس ظاهرة بالمعنى المعروف للكلمة لان الزوج لديه وفق ثقافتنا وسائل للتخلص من الزوجة مثل الطلاق وبالتالى قتل زوجته هو الملاذ الاخير ،ولا اتصور رجلا يفكر فى قتل زوجته وفى يده ان يطلقها الا اذا كات الطلاق مكلفا بالنسبة له ,أو ينوى الانتقام منها بارتكاب جريمة كاملة فى تصوره,أو يرفض الطلاق بسبب الوجاهة الأجتماعية .
وتقول الدكتورة فوزية عبد الستار فى تصورى أن العنف الذى نراه فى الفترة الأخيرة يرجع الى عدة أسباب :أولأ:الخلل فى البناء للأسرة من البداية فهى كثيرا ما لاتقوم على المودة والرحمة اللتين تعتبران قوام الأسرة الصالحة وانما يتم اختيار الزوج على اساس قدرته المالية وليس على أساس خلقه ودينه,وكذلك اختيار الزوجة لا يتم على هذا الأساس ,
ثانيا:الجهل بالحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين وهذا يقتضى تربية اسرية لتعميق مفهاهيم الأسرة وقدسيتها منذ الصغر ,
ثالثا ضعف الوازع الدينى الذى ينهى الأنسان عن الرجل أيا كان ضغط الظروف وهذا يقتضى تربية دينية سليمة لغرس القيم الدينية والأخلاقية منذ الطفولة فى نفوس المواطنين وهذة مهمة الأسرة ثم المدرسة ثم وسائل الأعلام.
ورابعا:نقص التوعية الدينية لأهمية احترام حقوق الغير لاسيما أفراد الأسرة الواحدة بل على العكس نجد كثيرا ,ماتشتمل المسلسلات التليفزيونية على خلافات اسرية وكراهية متبادلة وشقاق وخلاف بين الأزواج أو بينهم وبين أفراد أسرهم , وخامسا:نشر الجرائم بحذافيرها يجعلها نموذج أمام المنحرفين لتقليد الجريمة والدليل على ذلك أن الزوج الذى قطع زوجته نصفين كررتها الممرضة التى قتلت زوجها بعد فترة قصيرة وبنفس الصورة.

 

المصدر:

  الاحد الموافق 4ديسمبر 2005 ص 3

 

عودة